هناك نوع من الرجال,قد يتسلق قمة ارفست,أو يغوص في بحر مليء بأسماك القرش المفترسة,قد يصبر على خدش سيارته,قد يتبرع بكلية,لكنه من النادر أن يعترف لامرأة ويقول لها "احبك".. لذلك تشعر الفتاة منا بالتباهي عندما يتواضع مثل هذا النوع ويعلن عن حبه لها,رغم انه في العادة ما يقولها وهو يعقد حاجبيه في مكابرة,ويلوي شفتيه في تبرم,وكأنه يعترف بمولود غير شرعي,وطبعا يتوقع سعادته أن تطير الفتاة فرحا,وتخرج قلوب الحب من عينيها,هذا إن لم يجرا ويحلم بضمة,أو و"استغفر الله" بقبلة ههه.. رجل من هذه الماركة,جلس يعترف على استحياء للفتاة أمامه بحبه,وهي في معركة مع خصلة من خصلات شعرها التي يحلو لها أن تتدلى بلا سبب,يحلو لها أن تتطفل وكأنها تتساءل "هاه..اشنو قال لك؟",تسحبها إلى فوق أذنها ثم تلويها بحسم,لكنها تتملص وتعود لتتلصص.. كان قد رآها منذ فترة,ومنذ أول مرة دق قلبه,ومن حينها وهو يطاردها حيثما تكون,يعرف أخبارها,يعرف تحركاتها,يترصدها,يتابعها من بعيد,ويحبها في صمت,وهي الآن تعرف متى رآها لأول مرة,وتكتشف لماذا كانت تحس وكأن عينا تخترق قفاها,وعندما كانت تستدير,لم تكن تجد أحدا.. ابتسمت في حياء قبل أن ترفع رأسها متسائلة: "إذن..لابد انك رأيتني ذلك اليوم العاصف؟",أومئ برأسه إيجابا وبكل فخر,قال انه كان هناك, يراقبها من بعيد,من سيارته المكيفة,رأى الرياح العاتية تتلاعب بشعرها في جذل,حينها أحس بالغيرة من تلك الرياح العاتية,"ولابد انك رأيتني وأنا على وشك أن أطير؟",ابتسم في حنان وهو يسبل عينيه,ويهز برأسه أن "نعم",ابتسمت لابتسامته,مما شجعه على مزيد من الاعترافات الخطيرة :"كنت كل أسبوع, أراك وأنت في طريقك إلى المكتبة",تذكرت ذلك الطريق المخيف الذي كانت تسلكه إلى المكتبة الوحيدة التي تجد فيها ما تريده من جرائد,كان يتعقبها بسيارته وهي في طريقها المخيف ذاك,"وطبعا تعرف خطورة ذلك الطريق",أومئ مرة أخرى برأسه بالإيجاب, وبابتسامة طويلة عريضة أعرب لها عن إعجابه بشجاعتها,وبأنه لا يخاف عليها,فأروع ما في فتاة تفيض أنوثة هي نفحة من الرجولة.. كان يحبها بصمت,يراقبها من بعيد,وكان يتوقع أن تقابل اعترافه بعناق,لكنها صمتت طويلا وهو ألان يشعر بألم في خديه, بسبب طول فترة ابتسامه,خفضت عينيها وهي تحك جبينها مفكرة,رفعت يدها لتعيد ترتيب شعرها,ابتسمت لتلك الخصلة التي تأبى إلا أن تتدلى في فضول,فرح كثيرا,كان يمني نفسه بما سيحظى به هذا المساء,حتما سيكون "الطايح كثر من النايض",بعد أن أوقعها في شباكه,وما هي إلا لحظات وانحنت لعظمته.. انحت بحركة ارستقراطية راقية,ثم وفجأة,انتزعت حذاءها ذو الكعب العالي وضربته به,رغم هول المفاجأة تمكن من تفاديه,وراح يراقب مراحل تحول الأنثى إلى مستذئبة, "تراقبني من بعيد؟",التفت برعب إلى حيث التصق كعب الحذاء الدقيق,تخيل لو كان قد أصاب منتصف جبهته,حيث سددت ضربتها "تحبني بصمت؟",وجد نفسه يهرول هاربا وسيل من الأشياء المختلفة يتطاير من حوله "ها تراقبني من بعيد..وهاهو تحبني بصمت".
7003
1
تعليقات الزوّار
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها
1- تتمة
ههههههههههه
أطلق صرخة في اعماق قلبه يملاءها الانين و الحسرة وهو يهرول بعيدا من قبضة السيدة المقاتلة لم يكن قد احتمل ان يرجع فاشلا خايبا لتنضاف الى هزائم حياته المتتالية. كان ينشد نجاحا عاطفيا ينسيه وحشة و عزلة غربته الطويلة. توقف في منتصف زقاق ضيق من ذالك النوع المعروف في المدن العتيقة الضيقة القليلة النوافد ما أراحه من عيون المتطفلين و الفضوليين. تفحص انحاء وجهه و جسمه الرشيق وهو يواصل المشي ليطمئن على نفسه. تخيل امورا في حياته تماثل هذا الموقف لم يجد سوى شدرات من طفولته حيت تطارده بنت جرانه كلما كان في طريقه الى المدرسة فمرة يغير الطريق كي لا تزعجه عزيزة المجنونة و مرة يقصد ان يمر في ذات الطريق امام بيتها كي يتسلى بصرخاتها البهلوانية. ماتت عزيزة جراء تفاقم مرضها الذي قالو انه وراثي. و صل الى منزله المهزوم اخرج مفتاحه الصغير وجد قطه الصغير في انتظاره اخدها و وواصل المشي لسريره جاءته رغبة قوية في النوم دون ان يفكر في احتساء شراب الليمون الذي ألفه للتخفيف من حدة اعصابه نام و في نفسه لو كانت كل تصرفاته المندفعة الطفولية حلما لا حقيقة. نام كي يستريح فربما غدا ينتظره عمل مجهد فلا تنتظرو ان يكتب المزيد ..
تنبيه هام (17 دجنبر 2011 ) : لن ينشر أي تعليق يخرج عن أدبيات النقاش وإحترام الاخر , المرجوا الاطلاع على قوانين كتابة التعليق والالتزام بهاحتى لا يحذف تعليقك